سورة النساء - تفسير تفسير الماوردي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النساء)


        


قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُم، بَلِ اللهُ يُزَكِّي مَن يَشَآءُ} يعني اليهود في تزكيتهم أنفسهم أربعة أقاويل:
أحدها: قولهم نحن أبناء الله وأحباؤه، وهذا قول قتادة، والحسن.
والثاني: تقديمهم أطفالهم لإمامتهم زعماً منهم أنه لا ذنوب لهم، وهذا قول مجاهد، وعكرمة.
والثالث: هو قولهم إن أبناءنا يستغفرون لنا ويزكوننا، وهذا قول ابن عباس.
والرابع: هو تزكية بعضهم لبعض لينالوا به شيئاً من الدنيا، وهذا قول ابن مسعود.
{وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً} فيه قولان:
أحدهما: أي الفتيل الذي شق النواة، وهو قول عطاء، وقتادة، ومجاهد، والحسن، وأحد قولي ابن عباس. قال الحسن: الفتيل ما في بطن النواة، والنقير ما في ظهرها، والقطمير قشرها.
والثاني: أنه ما انفتل بين الأصابع من الوسخ، وهذا قول السدي، وأحد قولي ابن عباس.
قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيباً مِنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ} فيه خمسة أقاويل:
أحدها: أنهما صنمان كان المشركون يعبدونهما، وهذا قول عكرمة.
والثاني: أن الجبت: الأصنام، والطاغوت: تراجمة الأصنام، وهذا قول ابن عباس.
والثالث: أن الجبت السحر، والطاغوت: الشيطان، وهذا قول عمر، ومجاهد.
والرابع: أن الجبت الساحر، والطاغوت الكاهن، وهذا قول سعيد بن جبير.
والخامس: أن الجبت حُيي بن أخطب، والطاغوت كعب بن الأشرف، وهو قول الضحاك.


قوله تعالى: {أَمْ لَهُمْ نَصِيبُ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً} وفي النقير ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنه الذي يكون في ظهر النواة، وهذا قول ابن عباس، وعطاء، والضحاك.
والثاني: أنه الذي يكون في وسط النواة، وهو قول مجاهد.
والثالث: أنه نقر الرجل الشيء بطرفِ إبهامه، وهو رواية أبي العالية عن ابن عباس.
قوله تعالى: {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَاءاتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ} يعني اليهود.
وفي الناس الذين عناهم ثلاثة أقاويل:
أحدها: أنهم العرب، وهو قول قتادة.
والثاني: أنه محمد صلى الله عليه وسلم خاصة، وهو قول ابن عباس، ومجاهد، والضحاك، والسدي، وعكرمة.
والثالث: أنهم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهو قول بعض المتأخرين. وفي الفضل المحسود عليه قولان:
أحدهما: النبوة، حسدواْ العرب على أن كانت فيهم، وهو قول الحسن، وقتادة.
والثاني: أنه إباحته للنبي صلى الله عليه وسلم نكاح من شاء من النساء من غير عدد، وهو قول ابن عباس، والضحاك، والسدي.
{فَقَدْ ءَاتَيْنَا ءَالَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَءَاتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً} في الملك العظيم أربعة أقاويل:
أحدها: أنه ملك سليمان بن داود، وهو قول ابن عباس.
والثاني: النبوة، وهو قول مجاهد.
والثالث: ما أُيِّدُوا به من الملائكة والجنود، وهو قول همام بن الحارث.
والرابع: من أباحه الله لداود وسليمان من النساء من غير عدد، حتى نكح داود تسعاً وتسعين امرأة، ونكح سليمان مائة امرأة، وهذا قول السدي.


قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بئَايَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِم نَاراً} إلى قوله: {لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ} فإن قيل وكيف يجوز أن يُبدّلواْ جلوداً غير جلودهم التي كانت لهم في الدنيا فيعذبوا فيها؟ ولو جاز ذلك لجاز أن يُبدَّلواْ أجساماً، وأرواحاً، غير أجسامهم وأرواحهم التي كانت في الدنيا، ولو جاز ذلك لجاز أن يكون المعذبون في الآخرة بالنار غير الذين وعدهم الله في الدنيا على كفرهم بالعذاب بالنار.
وقد أجاب أهل العلمِ عنه بثلاثة أجوبة:
أحدها: أن ألم العذاب إنما يصل إلى الإنسان الذي هو غير الجلد واللحم، وإنما يحرق الجلد ليصل إلى الإنسان ألم العذاب، فأما الجلد واللحم فلا يألمان فسواء أعيد على الكافر جلده الذي كان عليه وجلدٌ غَيْرُهُ.
والجواب الثاني: أنه تُعَادُ تلك الجلود الأولى جديدة غير محترقة.
والجواب الثالث: أن الجلود المُعادَةَ إنما هي سرابيلهم من قبل أن جعلت لهم لباساً، فسماها الله جلوداً، وأنكر قائل هذا القول أن تكون الجلود تحترق وتعاد غير محترقة، لأن في حال احتراقها إلى حال إعادتها فناءَها، وفي فنائها راحتها، وقد أخبر الله تعالى: أنهم لا يموتون ولا يخفف عنهم العذاب.

5 | 6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12